عجباً يا فلان !
لماذا كُلّ هذا الهجر لكتاب ربك ؟!
لا أظنّك تكرهه !
إذاً ما الذي يدفعك لهَجْرِه ؟!
أخبرني ، كيف هي حياتك بدونه ؟!
أيّ ضَنَكٍ يتغشاك في ظلّ هذا الكمّ الهائل من الهَجْر ؟!
أرجوك ، انتبه !
لَملِم شتاتَ عمرك ، عُدْ لربك و استغفر لذنبك ، أقبِل على نورِ دربك ،
منهاجُ حياتك ،
مَكْمَنُ نجاتك ،
قدّم معذرتك لله أن غَفَلتْ عنه ، انثر حاجتك له بين يديه ، توددّ إليه ،
أحببه و أحبب كلامه الذي بين يديك ،
املأكَ به ، أَدْمِنْ تفكيرهُ و تأمّلَه ، تشبّث بخيوط لقاءاتك به ،
ابْكِ و استبْكِ إن لم تبْكِ عنده ،،
سيُلملِمك الله به ، و يمسحُ به دمع قلبك ، سيجلو به روحك من كل
شائبةٍ و سَقَم ، سيجعلك به نفساً مُشرِقة ، ناصعة النقاء تتلألأُ نوراً
و هِداية ، سيُرتّبُ به بعثرتك ، و سيُنْجِيك به من غَرَقِ تيهك ،
سيُظلّك به عندما تهطلُ عليك شدائد الحياة ، سيحكمُ على
همومك و آلامك بالشيخوخة و الهرم ،
و ستنتهي بالموتِ حتماً ..!
سيُجلي لك كُنوزَه الخفية ، و خباياه الثمينة ، سيملؤك به
رُشْداً و فألاً و انشراحا ،
سيطردُ عنك كل بؤسٍ و شقاء ، و سترتوي به حياتك و ستُثمر ،
و سيرى العالم جميل يَنَعِها إذا أثمَر !
تَولّعْ بالقرآن ، فالمُولِعُ بالشيء لا يُطيقُ هَجْرَه !